فصل: (سورة الناس: آية 1)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة الناس:
لا خلف فيها الا ما رواه الحلواني عن أبي عمر عن الكسائي أنه أمال {الناس} في الخفض دون غيره. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة الناس 114:
مدنية هذا قول ابن عباس ومجاهد وعطاء وقال قتادة مكية.
وقد ذكر نظيرتها في جميع العدد على اختلافها.
وكلمها عشرون كلمة.
وحروفها تسعة وسبعون حرفا كحروف الفلق.
وهي سبع آيات في المكي والشامي وست في عدد الباقين.
اختلافها آية {الوسواس} عدها المكي والشامي ولم يعدها الباقون.

.ورءوس الآي:

{برب الناس}.
1- {ملك الناس}.
2- {إله الناس}.
3- {الخناس}.
4- {الناس}.
5- {والناس}.
قال الحافظ رحمه الله تعالى حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ قال أنا أحمد بن محمد المكي قال أنا علي بن عبد العزيز قال أنا القاسم بن سلام قال أنا مروان بن معاوية الفزاري عن محمد بن عبد الرحمن السدوسي عن ابن عمران بن حطان قال سمعت أم الدرداء تقول سألت عائشة عن من دخل الجنة ممن قرأ القرآن ما فضله على من لم يجمعه فقالت لي عدد درج الجنة بعدد آي القرآن فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن فليس فوقه أحد.
قال الحافظ أخبرنا محمد بن خليفة الإمام قال أنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار قال أنا شجاع بن مخلد قال أنا الفضل بن دكين قال أنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال: «يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها».
قال الحافظ رحمه الله تعالى وأنا أختم كتابي هذا بذكر أجزاء القرآن وأتخير الصحيح من ذلك وأضرب عما سواه ليقرب حفظه ويعم الجميع فائدته إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الناس:
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الناس: الآيات 1- 6]

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}

.الإعراب:

{بربّ} متعلّق بـ: {أعوذ}، {ملك} بدل من ربّ- أو نعت، أو عطف بيان عليه- مجرور {إله} بدل من ملك مجرور {من شرّ} متعلّق بـ: {أعوذ}، {الذي} موصول في محلّ جرّ نعت للوسواس {في صدور} متعلّق بـ: {يوسوس}، {من الجنّة} متعلّق بحال من فاعل {يوسوس}.
جملة: {قل...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {أعوذ...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يوسوس...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).

.الصرف:

{الوسواس} اسم لمن يوسوس، وزنه فعلال بفتح الفاء.
{الخنّاس}، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ خنس أي توارى واختفى.

.الفوائد:

1- تناسق الجرس والمعنى:
كان موضوع هذه السورة التعوذ باللّه عز وجل من وسوسة الشيطان، والوسوسة هي موضوع هذه السورة، لذا فقد تكرر حرف السين في كل آية من آياتها، وتوالى في كلماتها، حتى صرنا نسمع- عند تلاوتها- نغما يترجم لنا الوسوسة، وها نحن نحسن- عند سماعها- بجوّ من الوسوسة، حتى ولو لم نكن نعرف لموضوعها، وهكذا يتآلف المعنى والنغم في كتاب اللّه عز وجل ويتعاضدان. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(114) سورة النّاس:
مكيّة.
وآياتها ستّ.
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الناس: الآيات 1- 6]

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}

.اللغة:

{الْوَسْواسِ} اسم بمعنى الوسوسة، كالزلزال بمعنى الزلزلة وأما المصدر فوسواس بالكسر كزلزال والمراد به الشيطان سمّي بالمصدر كأنه وسوسة في نفسه لأنه صنعته وشغله وأريد ذو الوسواس. وفي المصباح أنه يطلق أيضا على ما يخطر بالقلب من الشر وكلّ ما لا خير فيه. وفي المختار: حديث النفس يقال: وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا بالكسر والوسواس بالفتح الاسم.
{الْخَنَّاسِ} في المختار خنس عنه تأخر وبابه دخل وأخنسه غيره أي خلفه ومضى عنه، والخناس الشيطان لأنه يخنس إذا ذكر اللّه عزّ وجلّ.
قال في أساس البلاغة: خنس الرجل من بين القوم خنوسا إذا تأخر واختفى وخنّسته أنا وأخنسته وأشار بأربع وخنس إبهامه ومنه الخناس وفي الحديث: «الشيطان يوسوس إلى العبد فإذا ذكر اللّه خنس» وفي أنفه خنس وهو انخفاض القصبة وعرض الأرنبة. والبقر خنس.

.الإعراب:

{قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس} {قل} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت وجملة {أعوذ} مقول القول و{أعوذ} فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر تقديره أنا و{برب الناس} متعلقان بـ: {أعوذ} و{ملك الناس} و{إله الناس} بدلان أو صفتان أو عطفا بيان، وكرّر الإضافة فيهما زيادة للبيان.
قال في الكشاف: فإن قلت: فهلّا اكتفى بإظهار المضاف إليه الذي هو الناس مرة واحدة؟
قلت: لأن عطف البيان للبيان، فكان مظنّة للاظهار دون الإضمار.
{مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ} جار ومجرور متعلقان بـ: {أعوذ} و{الوسواس} مضاف إليه و{الخناس} صفة.
{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} {الذي} نعت لوسواس قال في الكشاف: يجوز في محله الحركات الثلاث فالجرّ على الصفة والرفع والنصب على الشتم. و{يوسوس} فعل مضارع و{في صدور الناس} متعلقان بـ: {يوسوس}.
{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيان لـ: {الذي يوسوس} فـ: {من} بيانيّة، ويصحّ كونها ابتدائية متعلقة بـ: {يوسوس} أي يوسوس في صدورهم من جهة الجنة ومن جهة الناس. ويصحّ كونها تبعيضية أي كائنا من الجنة والناس.
وفي الخطيب قيل إنه بيان للناس الذي هو في صدورهم فقد قيل إن إبليس يوسوس في صدور الجن كما يوسوس في صدور الناس.

.الفوائد:

1- عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «لقد أنزلت على سورتان ما أنزل مثلهما وإنك لن تقرأ سورتين أحبّ ولا أرضى عند اللّه منهما»، يعني المعوّذتين ويقال للمعوذتين المقشقشتان.
2- أجمع جميع القراء في هذه السورة على إسقاط الألف من ملك بخلاف الفاتحة فاختلفوا فيها كما تقدّم.
3- روي عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: «كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ {قل هو اللّه أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده».
يصنع ذلك ثلاث مرات. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الناس:
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ذكرنا في أول سورة البقرة أن أصل ناس عند سيبويه أناس فحذفت فاؤه: وعند غيره لم يحذف منه شئ، وأصله نوس لقولهم في التصغير نويس.
وقال قوم: أصله نيس مقلوب عن نسى أخذوه من النسيان وفيه بعد، و{الوسواس} بالفتح اسم، وبالكسر المصدر، والتقدير: من شر ذى الوسواس، وقيل سمى الشيطان بالفعل مبالغة، و{الخناس} نعت له، و{الذى يوسوس} يحتمل الرفع والنصب والجر.
قوله تعالى: {من الجنة} هو بدل من شر بإعادة العامل: أي من شر الجنة،
والنصب والجر.
قوله تعالى: {من الجنة} هو بدل من شر بإعادة العامل: أي من شر الجنة، وقيل هو بدل من ذى الوسواس لأن الموسوس من الجن، وقيل هو حال من الضمير في يوسوس: أي يوسوس وهو من الجن، وقيل هو بدل من الناس: أي في صدور الجنة، وجعل {من} تبيينا وأطلق على الجن اسم الناس لأنهم يتحركون في مراداتهم، والجن والجنة بمعنى، وقيل من الجنة حال من الناس: أي كائنين من القبيلين، وأما {الناس} الأخير فقيل هو معطوف على ذى الوسواس: أي من شر القبيلين، وقيل هو معطوف على الجنة، والله أعلم.
تم الكتاب والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمدا وآل سيدنا محمد أجمعين.
وهذا آخر ما تيسر من إملاء الكتاب (التبيان في إعراب القرآن) ونسأل الله أن يوفقنا لشكر آلائه، وللعمل بما علمنا، والعصمة من الزلل في القول والعمل، بمنه وكرمه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الناس:
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الناس: آية 1]

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)}
{قُلْ} أمر فاعله مستتر والجملة ابتدائية لا محل لها {أَعُوذُ} مضارع فاعله مستتر {بِرَبِّ} متعلقان بالفعل {النَّاسِ} مضاف إليه والجملة مقول القول.

.[سورة الناس: آية 2]

{مَلِكِ النَّاسِ (2)}
{مَلِكِ} بدل من رب {النَّاسِ} مضاف إليه.

.[سورة الناس: آية 3]

{إِلهِ النَّاسِ (3)}
{إِلهِ} بدل من رب {النَّاسِ} مضاف إليه.

.[سورة الناس: آية 4]

{مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4)}
{مِنْ شَرِّ} الجار والمجرور متعلقان بـ: {أعوذ} {الْوَسْواسِ} مضاف إليه {الْخَنَّاسِ} بدل من {الوسواس}.

.[سورة الناس: آية 5]

{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)}
{الَّذِي} اسم موصول صفة {الوسواس} {يُوَسْوِسُ} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة {فِي صُدُورِ} متعلقان بالفعل {النَّاسِ} مضاف إليه.

.[سورة الناس: آية 6]

{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}
{مِنَ الْجِنَّةِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من فاعل {يوسوس} {وَالنَّاسِ} معطوف على {الجنة}.اهـ.